1- اشترى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو أمير المؤمنين حصاناً وسار به بعيداً عن البائع وركبه ليجربه. فأُصيب الحصان بعطب.فساورته نفسه بإرجاعه ظناً منه أن البائع خدعه فيه .ولكن البائع رفض قبول الحصان من أمير المؤمنين فماذا يفعل أمير المؤمنين أمام هذا الرجل المشاكس؟ هل يأمر باعتقاله؟هل يلفق له تهمة ؟ أبداً لقد قدم في حقه شكوى. لكن الرجل المشكو أصر أن يختار هو القاضي واختار فعلاً (شريح) القاضي المشهور بالعدل .ووقف أمير المؤمنين في قفص الاتهام. وصدر الحكم ضد عمر وفقاً للقانون العدل قائلاً لعمر: خذ ما ابتعت أو رد كما استلمت. ويقول عمر مسروراً وهو ينظر إلى شريح قائلاً: (وهل القضاء إلا هكذا) ثم لا يأمر بسجن القاضي ولا باتهامه بالعمالة أو إزعاج أمن الدولة وإنما يعينه قاضياً على الكوفة مكافأة له
2- جاء يوم الجمعة واجتمع الناس ينتظرون الخطيب الذي هو عمر وأبطأ عمر عليهم وطال. ثم خرج عمر عليهم فصعد المنبر واعتذر عن إبطائه عليهم. ولما سألوه عن سبب تأخره تبين أن أمير المؤمنين عمر كان قد غسل قميصه الذي كان لا يملك غيره ثم انتظره جف ولبسه وأتى المسجد ليخطب.
3- وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه دائم البكاء من خشية الله تعالى لدرجة أنك كنت ترى على وجهه خطين أسودين من كثرة انحدار الدموع وكان شديد الخوف من الله تعالى ومع هذا كان يقول: ليت أمي لم تلدني ليتني كنت شعرة في جسم أبي بكر الصديق وكان يقول: لو نادى منادٍ أن كل الناس يدخلون الجنة إلا واحداً لظننته أنا.
الثلاث قصص السابقة من كتاب (مائة قصة وقصة) وكاتبه:محمد أمين الجندي