"كنا
قبل أكثر من أربعين سنة في معاناة كبيرة في رحلة الحج ،كان الحجاج يلتحفون
السماء بلا غطاء ، ويتوسدون الأرض .. كنا نتحمل لسعات البعوض ، ونمرض من
لسعات العقارب " . هذا ما قاله الإعلامي الياباني كوجي عبدالعزيز وهو يصف
حجه آخر مرة قبل أكثر من أربعين سنة. ويضيف " لقد كان الحج في السابق شاقاً
جداً ، ومن الصعب الوصول إلى المشاعر المقدسة ، حيث قلة الطرق وخدمات
النقل وعدم توفر السكن المناسب ، وقلة الخدمات الصحية والأمنية ، وبصفتي
إعلامياً قمت برصد هذه المعاناة قبل 42 عاما ، وكنت أرى الحجاج ينامون على
الأرض بلا مسكن يؤويهم ، ويلتحفون السماء من دون واقٍ من حرارة الشمس و
المطر ويعانون من الحشرات والبعوض المنتشر في منطقة المشاعر ، إضافة إلى
لدغات العقارب التي تمثل هاجسا للحجاج آنذاك " ويتابع كوجي القول " وكان
الذهاب إلى المستشفى قصة أخرى حيث لم يكن يومئذ مستشفى في المشاعر يلبي
احتياجات الحجاج ثم يلتفت وهو يشير بيده إلى
قطار المشاعر ومنشأة الجمرات ويقول " فعلاً أنا أكاد لا أصدق ، فمن صحراء
جرداء لا يوجد فيها إلا نزر يسير من البيوت الطينية ، ومواقع خدمات بسيطة
مبنية من الحجر والجبس لاتكاد تعد ... إلى منشآت كبيرة ، والجسور والكباري
والأنفاق ووسائل نقل حديثة ، وخطط للصحة والنقل والدفاع المدني والأمن يقف
عليها قائد البلاد بنفسه .. إنه شيء عظيم ".
اُعجب كوجي بقطار المشاعر وهو يتنقل بين الجبال والوديان متمنيا أن يركبه ،
بعد أن قرأ عنه قبل مجيئه إلى المملكة قائلاً " رأيت القطار ، وأظنه
سيكون وسيلة ناجحة بكل المقاييس خصوصاً أن مواصفاته قد تكون الوحيدة في
العالم إذ عرباته هي الوحيدة التي بها خمسة أبواب تسمح بتدفق الحجيج منه
وإليه .. .. فشكراً للسعوديين. وأثنى كوجي على
جهود المملكة ، خصوصا في توفير أقصى درجات الراحة للحجاج ومنها توفير مصادر
التبريد والتكييف في المناطق المفتوحة مثل ممرات المشاعر ، وفي ممرات
منشأة الجمرات ، وبالقرب منها ، وقال " هذا الاهتمام الدقيق بمثل هذه
التفاصيل يعطي صورة عن أن التفاصيل الأخرى ، مكتملة .. فما اهتمام المملكة
بتلطيف الأجواء إلا دلالة على الرأفة والرحمة التي تسعى المملكة لتحقيقها
". وزاد كوجي القول " لقد كانت معاناة الحر كبيرة جداً ولا أنساها ، وهذا
ما كنت أتخيله وأنا في الطائرة قادما إلى جدة ، ولكنني أصبت بالذهول وأنا
أرى الرذاذ يلامس مظلتي التي تغطيني عن الشمس وهي إهداء منكم ".
وقارن الإعلامي الياباني بين الاتصالات في الماضي بالحاضر ، وقال : إن
التواصل هو ما يفتقده حجاج الأمس بينما هو اليوم من أيسر الخدمات التي يمكن
لأي حاج أن يحصل عليها ، وبخدمة راقية ، فأبراج الاتصالات منتشرة في كل
أصقاع المشاعر ، إضافة إلى خدمات الاتصال مع الشبكة العالمية " الإنترنت "
ووصفها بالتغير الجذري.وعبر عن خالص شكره لخادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة وشعب المملكة
العربية السعودية على ما قدموه وما زالوا يقدمونه لحجاج بيت الله الحرام ،
وضيوف ييت الله الحرام من خدمات لا تعد ولا تحصى ، إلى جانب تسهيل أداء
مناسكهم وبكل يسر وسهولة.