أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشروعية التنافس بين الولايات المتحدة
والصين في القضايا الاقتصادية مشيرا إلى أن البلدين اتفقا على التعاون في
القضايا الدولية التي تحتاج إلى مزيد من التنسيق بين واشنطن وبكين ورحب
بالدعم الذي قدمته بكين للاستفتاء التاريخي بشأن تقرير مصير جنوب السودان.
وقال أوباما إن التعاون بين الولايات المتحدة والصين في المجال الاقتصادي
"بناء ومثمر" وأيد التنافس بين الطرفين في أجواء من النزاهة والشفافية وفي
إطار حماية الملكية الفكرية جاء ذلك في كلمة أوباما خلال المؤتمر الصحفي
الذي عقده الاربعاء مع نظيره الصيني هو جين تاو في واشنطن بعد لقائهما
الرسمي الأول خلال الزيارة الحالية للرئيس الصيني للولايات المتحدة.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هذا هو الاجتماع الثامن بينه وبين الزعيم
الصيني وقد أظهر أن الولايات المتحدة والصين عندما تتعاونان فإنهما تحققان
فوائد جمة .. مشيرا إلى أن العلاقات الأمريكية الصينية التي تتسم بالتعاون
والإيجابية مفيدة للطرفين حيث تصدر الولايات المتحدة إلى الصين بما قيمته
أكثر من 100 مليار دولار وهو ما يدعم أكثر من مليون من الوظائف الأمريكية
وقال أوباما إن هدفه هو مضاعفة الصادرات الأمريكية إلى الصين التي شهدت
زيادة في الآونة الأخيرة لتكون عنصرا تنافسيا.
وأكد أن التعاون بين البلدين مفيد للصين حيث إن النمو الاقتصادي الصيني
أخرج مئات الملايين من الصينيين من دائرة الفقر بفضل جهود الشعب الصيني
وعقود من الاستقرار في آسيا التي مكنها الوجود العسكري الأمريكي والتبادل
التجاري الأمريكي مع الصين.
ونوه بأن التعاون بين البلدين مفيد أيضا للعالم فبالإضافة إلى شركاء مجموعة
العشرين "ابتعدنا عن دائرة الكارثة وبدأنا التعافي الاقتصدي العالمي ومع
شركائنا في الأمن نقوم بتنفيذ أقوى عقوبات اليوم على إيران نتيجة برنامجها
النووي ونعمل سويا لتخفيض التوتر فى شبه الجزيرة الكورية وما نحتاج إليه هو
روح التعاون والمنافسة الودودة في مجالات مختلفة.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الجانبين الأمريكي والصيني سيتعاونان
لبلورة تعاون وإحراز تقدم يصعب على دولة واحدة أن تحققه "وسنتنافس منافسة
صحية في مجالات أخرى تدعو وتشجع الدول الأخرى لتكون أكثر إبداعا وتنافسية
وهذا هو ما أراه للولايات المتحدة والصين في القرن الحادي والعشرين".
وأعرب أوباما عن سعادته باستكمال عشرات الصفقات "التى تمكننا من التصدير
إلى الصين وتمكن الصين من الاستثمار فى الولايات المتحدة فى مجالات برامج
الكمبيوتر والكثير من عمليات التصنيع وهى أخبار جيدة للمواطن الأمريكى".
وأكد أوباما للرئيس الصينى وجوب التنافس بشكل نزيه ورحب بالتزام الرئيس
الصينى بأنه لن يكون هناك تمييز ضد الشركات الأمريكية عندما تنافس الشركات
الصينية مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات لمكافحة سرقة حقوق الملكية الفكرية
إضافة إلى تعاون البلدين فى مجالات التكنولوجيا حيث ستتعاون الدولتان فى
إنشاء مركز بحوث لطاقة الرياح مشيرا إلى أن الولايات المتحدة والصين هما
أكبر مستهلكين للطاقة على مستوى العالم وعليهما العمل سويا لمكافحة تغير
المناخ وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل فى مجال الطاقة النظيفة.
وقال أوباما إنه بحث مع الرئيس الصينى تقدم الصين فى مجال التحرك نحو
اقتصاد السوق والتأكد من وجود تعافى اقتصادى عالمى كما تم الاتفاق على قيام
الصين بتعزيز الطلب المحلى بما يعنى فى الولايات المتحدة استهلاك أقل
وتصدير أكثر.
كما رحب أوباما بإقدام الصين على جعل عملتها أكثر مرونة وهو ما سيكون أداة
قوية لتعزيز الصين للطلب الداخلى لديها وأعرب عن تطلع الولايات المتحدة لأن
تكون قيمة العملة الصينية وفقا لآليات السوق.
ولتعزيز الأمن المشترك للولايات المتحدة والصين قال الرئيس الأمريكى باراك
أوباما إنه تم الاتفاق بين الجانبين على تعميق وتوسيع الحوارات بين القوات
المسلحة فى البلدين لتقليل انخفاض الثقة وفيما يتعلق بالاستقرار الاقليمى
أكد أوباما على أن الولايات المتحدة لها مصلحة أساسية فى الحفاظ على حرية
الملاحة والتجارة الحرة والحل السلمى للاختلافات.
ورحب أوباما بالتقدم الذى أحرزه الطرفان بالنسبة لمضايق تايوان وتخفيض
التوتر وأعرب عن أمله فى تخفيض التوتر لأنه يصب فى مصلحة الطرفين والمنطقة
والولايات المتحدة وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أن تمتنع كوريا الشمالية
عن الاستفزاز كما تم التأكيد على أن برنامجها النووى يشكل تهديدا مباشرا
للولايات المتحدة ولحلفائها وعلى أن الهدف الأسمى هو نزع الأسلحة النووية
من شبه الجزيرة الكورية "وفى هذا الصدد ينبغى على المجتمع الدولى أن يستمر
فى التوضيح بجلاء أن برامج تخصيب اليورانيوم فى كوريا الشمالية هو انتهاك
للالتزامات الدولية" وفيما يتعلق بالأمن العالمى أوضح أوباما أنه تم
الاتفاق على إنشاء مركز للتميز بتعاون أمريكى وصينى لتأمين المواد النووية.
المصدر : أ ش أ