[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أمطار جدة تغمر قبو مكتب «الرياض» وتغرق أرشيفها بالكامل
العاملون بالمكتب قضوا 24 ساعة تحت الظلام انقطاع الكهرباء
وتوقف أجهزة الإرسال الصحفي تنقل قسم الإعلان إلى مكتب مكة
خبر بجد محزن أقرئوهـ بالكامل
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لم يكن أحد يتوقع أن تشمل أضرار الأمطار التي هطلت على جدة الاربعاء
الماضي جميع انحاء المدينة وأن يتضرر منها كل من يعيش بهذه المدينة وقد
كانت الامطار شديدة لدرجة حولت شوارعها الرئيسية إلى انهار تجري فيها
المياه بقوة واندفاع شديد، وقد عشنا في مكتب جريدة الرياض في تلك الليلة
مأساة حقيقية واضطررنا معها للبقاء في المكتب أربع وعشرين ساعة بعيدين عن
بيوتنا بسبب اغلاق الشوارع المحيطة بالمكتب وارتفاع منسوب المياه فيها إلى
درجة اصبح من المتعذر علينا استخدام سياراتنا والخروج بها او حتى إمكانية
السير على الاقدام للخارج من هذه الشوارع الممتلئة بالمياه لأن جريان
المياه كان شديداً ومرتفعا، وقد تغطي قامة الانسان بكاملة لو سار على قدميه
في بعض هذه الشوارع. يضاف إلى ذالك هبوط الكثير من الشوارع ووجود الكثير
من الحفر المفتوحة فيها والتي قد تبتلعك بالكامل وتقضي عليك وسط الوحل
المتجمع فيها ومعظم هذه الحفر والانخفاضات ناتج عن الاعمال السيئة التي
تقوم بها شركات الحفريات المختلفة بعد أن تنهي اعمال الحفر ولا تعيد ردم
الشوارع وسفلتتها بشكل سليم.
اتفقنا جميعاً وهذه الحالة الطارئة تحيط بنا على ان نبقى جالسين في
مكاتبنا على امل أن يكون هناك انفراج قادم يمكننا خلال ساعات الليل القادمة
من العودة الى بيوتنا ولكن هذا الامل تلاشى عندما اصدر الدفاع المدني
بيانا يطالب فيه كل شخص ان يبقى في المكان الموجود فيه حتى تتضح الرؤيا
بشكل افضل فمن يوجد في عمله عليه أن يبقى في مقر عمله ومن في بيته فيجب
عليه البقاء فيه لان هناك كميات كبيرة من المياه المنقولة والسيول تغطي
معظم الشوارع ولا يمكن السير فيها لأنها عزلت الشمال عن الجنوب والشرق عن
الغرب وكل من يخالف هذه التعليمات عليه آن يتحمل نتائج المخاطرة بحياته.
ظلام وتوقف للاتصالات
فجأة جاءت تعليمات ادارة المركز الذي يوجد به مكتب الجريدة وهو مركز
المحمدية بلازا بعدم استخدام المصاعد الكهربائية لخطورة ذلك في الوقت
الراهن وبعد قليل من تلك التعليمات تم قطع الكهرباء بالكامل في المركز
خوفاً من حدوث التماسات كهربائية قد تؤدي الى حرائق واضرار اكبر لا قدر
الله مما جعل المركز وجميع غرف المكاتب تغوص في ظلام دامس بسبب انقطاع
الكهرباء إلى درجة يصعب معها الانتقال من مكتبً الى آخر وكنا نعمل وقتها من
أجل إرسال المزيد من الصور والتقارير الخاصة بالوضع الراهن بجدة في تلك
الليلة الاربعائية الحزينة ولكن ذلك ايضاً لم يستمر طويلا حيث توقفت ايضاً
شبكة الاتصال الهاتفية والانترنت عن العمل في المكتب واصبحنا عاجزين عن عمل
اي شيء من خلال تواجدنا في المكتب واصبحنا ننتقل من مكان الى اخر محاولين
أن نجد حلاً ولكن دون اي فائدة لأن قطع الكهرباء أثر على شبكة الاتصالات
الموجودة في المكتب ولم يسعفنا في ارسال هذه التقارير الصحفية إلا بعض
الزملاء الذين كانوا موجودين في بيوتهم حيث استعنا بهم عن طريق إملاء
التقارير عن طريق الجوالات ليتولوا ارسالها للمكتب الرئيسي.
أرشيف الجريدة يضيع وسط المياه
بسبب غرق بدروم المركز بمياه الامطار فقد ادى ذلك الى اتلاف جميع
محتويات ارشيف الجريدة الذي كان موجوداً في غرفة خاصة في البدروم وهذا قضى
على الكثير من اعداد الجريدة منذ صدورها حتى يوم الاربعاء الماضي، لم يستطع
احد انقاذ اي اعداد من ذلك الارشيف لأن المياه كانت تصل إلى سقف البدروم،
هذه المعاناة وهذه الخسائر التي عاشتها جميع انحاء جدة بسبب تلك الامطار
لازالت آثارها حتى كتابة هذا الموضوع ماثلة في جميع انحاء المدينة وشوارعها
وقد تضررت من جرائها الكثير من المحلات التجارية بسبب دخول المياه اليها
وهي خسائر مادية باهضة ولكن الاكثر ضرراً منها وآلماً هو موت عدد من
المواطنين والمقيمين في سوط هذه المياه وهذه السيول التي جرفت شوارع جدة
وبيوتها نتيجة عدم توفر بنية تحتية جيدة على مستوى المدينة، والاكثر آلماً
أن الجهات المعنية وخاصة الامانة والدفاع المدني والمرور سجلوا غياباً
كاملاً في ذلك اليوم الاربعائي الحزين عن التواجد في الميدان وإنقاذ الناس
من التخبط وسط الشوارع التي غمرتها المياه التي ذهب بعضهم غرقاً فيها.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
المياه تغمر قبو مكتب «الرياض»
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
... ولم يسلم من أضرار «الأربعاء»
جريدة الرياض[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
لا حول و لا قوة الا باللهأكثرو من الإستغفار
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]