للأسف، تحوّل الجلوس وقلّة الحركة
إلى نمط حياة شائع في مجتمعاتنا. معظم أعمالنا اليوميّة، لا تتطلب مجهوداً
جسدياً كبيراً، سواءً في المنزل، أو في المكتب، حتى إن خرجنا للتسوّق. في
الخلاصة، نحن نسير أقلّ، ونبذل مجهوداً جسمانياً أقلّ، وهذا ما يسبب لنا
مشاكل صحيّة كبيرة.
"قلّة الحركة هي العدوّ الأول للقلب"، يخبرنا طبيب القلب والشرايين بيار
الهاشم. "من دون حركة، تفقد عضلة القلب تدريجاً قدرتها على الإنقباض. هذا
يولّد ضعفاً وكسلاً في هذه العضلة، وبالتالي يقلّص قدرتها على ضخّ الدم في
الشرايين والأعضاء"، يضيف. لهذا فإنّ الجلوس طوال الأسبوع أمام شاشة
الكمبيوتر أو التلفزيون لا يعني راحةً لقلبنا على العكس. "قلّة الحركة تعني
أنّ نسبة الأوكسجين التي تصل إلى عضلاتنا، وباقي أعضائنا، ستصير قليلة
جداً، بسبب كسل عضلة القلب" يشرح الطبيب. "لهذا تكون مخاطر الإصابة بجلطات
عند قليلي الحركة كبيرة جداً. وإذا أضيفت قلة الحركة إلى عوامل مؤثرة أخرى
مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، فهذا يعني كارثة حقيقية على
القلب".
ما هو الحلّ؟"الحل الوحيد هو تغيير نمط حياتنا بالكامل"، يقول الطبيب بيار
الهاشم. "أثبتت دراسة صدرت أخيراً، أنّ معدلات الوفيات ترتفع بشكل كبير
ومخيف، عند الذين يجلسون طيلة النهار. وهذا ما دفع العلماء إلى اعتبار
الجلوس أحد أسباب الموت" يقول.
الحياة الصحية ونمط الحياة اليومي السليم للقلب، يقتضيان ممارسة الرياضة
على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع. "عادةً ما أنصح مرضاي بممارسة رياضة المشي
لنصف ساعة يومياً" يقول الطبيب. "الحركة توسّع الشرايين، وخصوصاً الشرايين
التاجية التي تغذّي القلب. الحركة أيضاً تحمي الشرايين من الإنسدادات التي
قد تكون ناتجة عن تجمّع الدهون في الدم، كما تخفض من ضغط الدم".
في الخلاصة، قلّة الحركة تعني قلباً ضعيفاً وعاجزاً عن تحمّل متطلبات دورة
دمويّة صحية وحيوية. في المقابل، فإنّ النشاط الجسماني، والرياضة على
أنواعها يسهمان في تقوية عضلات القلب، وفي جعل إيقاعه أكثر انتظاماً. وحين
يصير عضل القلب أقوى، يصبح قادراً على ضخّ الدم بطريقة سليمة.