ماذا لو طلب منك أبوك اوأمك بأن تشرب من وعاء دم حجامة احدهما ونحن نعرف بأن دم الحجامة هو افسد دم بالجسم. ترى هل تستطيع ذلك؟ طبعآ سوف تجد حجة مقنعة للتهرب من ذلك وهو أن شرب الدم لايجوز. ولكن حتى لو كان ذلك جائز فانك لن تفعلها حتمآ.
فماذا تقول في طفل عمرة 8 سنوات!!!! يقوم وبكل رغبة وفرح وبدون ان يطلب منة ذلك بشرب دم حجامة افضل الخلق اجمعين!!!
دخل عبدالله ابن الزبير وعمره 8 سنوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجد الرسول صلى الله عليه وسلم يحتجم -كما صح في ذلك الحديث- فناوله صلى الله عليه وسلم دم الحجامة، وقال: {يا عبد الله ! اذهب بهذا الدم واجعله في مكان لا يراه أحد، فأخذ ابن الزبير دم رسول الله صلى الله عليه وسلم -دم الحجامة، الدم المبارك الطاهر، الدم الذي عاش في ذاك الجسم الشريف، عليه أفضل الصلاة والسلام- وذهب به في إناء، فلما اختفى وراء بيوت المدينة شرب ذاك الدم الطاهر، حتى انتهى من الشرب، ثم لعق ما بقي في الصحن وعاد، فلما رآه صلى الله عليه وسلم تبسم، وعرف سر المسألة عليه أفضل الصلاة والسلام، وقال: يا عبد الله ! أين وضعت الدم؟ قال: وضعته في مكان لا يراه فيه أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: ويل لك من الناس وويل للناس منك، لا تمسك النار } وبدأ رضي الله عنه وأرضاه، يزداد قوة إلى قوته، لأن دم الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح في جسمه فوصل إلى عروقه وشرايينه.
وأما قوله: ويل لك من الناس، وويل للناس منك، فويل لك من الناس: سوف تجد ما وجدت من الناس.. من إعراض وتكذيب وشتم وغيبة، ومن حروب، وسوف يجد الناس منك قوة شخصية وشجاعة كما يجدونها مني أنا، وأما قوله: فلا تمسك النار، فكيف تمس النار جسماً أصبح دم الرسول صلى الله عليه وسلم في شرايينه؟!
قال أهل العلم: اكتسب بذلك الدم قوة في جسمه رضي الله عنه وأرضاه، يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء : فكان يصوم سبعة أيام متواصلة -ليل نهار- ويفطر في اليوم الثامن، لقوة جسمه رضي الله عنه وأرضاه، وكان أعبد الناس، والعبادة أشرف مقام في الإسلام؛ فجسم يمنحك الله إياه أو قوة يعطيك الله إياها، ثم لا تستخدمها في مرضاته سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فإنك سوف تحاسب عليها يوم القيامة.
ووقت تمضيه في غير طاعة الله تسأل عنه يوم القيامة.
وقد كان ابن الزبير ساجداً دائماً، يقول ابن أبي مليكة : والله، لقد رأيته قضى ليلة من الليالي راكعاً حتى أصبح، وليلة ساجداً حتى أصبح، وكان إذا وقف في صلاته كأنه سارية لا يتحرك، فيأتي الحمام والعصافير فتقف على رأسه ثم تطير فسمي حمامة الحرم: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] هذا هو الاتصال بالحي القيوم، وهذه هي عظمة المسلم، وهذا هو الباقي عند الله تبارك وتعالى.
وحدث في يوم من الأيام أن اقتحم سيل عارم الحرم المكي -بيت الله العتيق- حتى أصبح السيل عند مقام إبراهيم عليه السلام، فخرج أهل مكة يبكون خائفين على الكعبة أن تهدم، أما هو فخلع ثيابه وائتزر ونزل يطوف سبعة أشواط وهو يسبح في السيل، قال أهل العلم: ليس لنا أحد طاف بالسيل سابحاً إلا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه.
وبينما هو شاب خرج عمر بن الخطاب في خلافته فلما رآه الشباب فروا؛ لأن عمر رضي الله عنه كان مهاباً، كان يخاف منه الناس، لقوة إيمانه وشكيمته رضي الله عنه، ففر الشباب إلا ابن الزبير رضي الله عنه، فقد استمر واقفاً في مكانه، فرآه عمر فتبسم، وأراد أن يستجلي الخبر، فقال: ما وراءك يـا ابن الزبير ؟ لماذا لم تفر مع الناس؟ قال: ليس الطريق ضيقاً فأوسع لك، وما فعلت ذنباً فأخافك، فقبَّله عمر رضي الله عنه، ودعا له، وحيا هذه البطولة، النادرة، والصرامة الفائقة، التي تعلن الرأي في حرية, وتقول الكلمة في صراحة، وتثبت مكانها ولو أزيحت الرءوس عن أكتافها.
وعندما كان في ال70 من عمرة لم يجرؤ الحجاج وهو في ال40 من عمرة أن يقابلة وجهآ لوجه حيث قال الحجاج لا طاقة لي بابن الزبير بل انة لم يأتي الية الا بعد أن سقطت علية الحجارة وهو قائم يصلي فمات على اثرها. وفي عهد امير المؤمنين عثمان بن عفان ارسلة مددآ لابن ابي السرح فقام ابن الزبير بعد توغلة في جيش البربر قاصدآ امير الجيش فقطع رأسة وجعلة في رأس سيفة فلما نظر جنود البربر رأس اميرهم استسلموا جميعآ وفتحت افريقية (تونس).
وهنا ايها الاخوة الكرام إن ما أقدم علية ابن الزبير من شربة وإستساغتة لشرب الدم خصوصآ وهو طفل لم يتجاوز العاشرة من عمرة لهو أمر عجيب حيث لايقدم على أمر كهذا الا من كان قلبة بين يدية حتى أعتى
عتاه الرجال لا يستسيغون شرب دم ولكن تنجلي هذة الغرابة عندما نعرف أن مكانة الرسول صلى الله علية وسلم لدى اصحابة التي ليس لها حدود تدل عليها أفعالهم التي أيضآ ليس لها حدود. وايضآ من يعرف البيئة والبيت الذي تربى فية هذا الشاب لايستغرب اقدامة على هذا الامر فأمة اسماء بنت ابي بكر ذات النطاقين وأبوة هو الزبير ابن العوام ولن اذكر الكثير عنة لاني ان شاء الله سأفرد لة موضوع ولكن سأذكرمن امرة ما يناسب هذا الموضوع فقد عاش الزبير منذ طفولتة تحت كنف امة صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله علية وسلم بعد وفاة ابوة العوام ابن خويلد شقيق السيدة خديجة رضي الله عنها ولكن اتدرون كيف ارادت امة صفية ان يكون؟ ستعرفون ذلك عندما تعرفون اسلوبها في تربيتة . فلم تربية إلاعلى الشدة وتحمل الصعاب فقد كانت تضع حاجة لها في احد جبال مكة في النهار ثم اذا انتصف الليل تأمر ابنها الزبير أن يأتي لها بتلك الحاجة من ذلك الجبل.هكذا كانت تربي ابنها وهكذا كان اسلوبها في تنشئتة فأصبح أول من سل سيفآ في الاسلام وجاء بذلك الابن العجيب.
-