size=18]
حكم بر الوالدين وهو فرض واجب، و قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما من أكبر الكبائر!!
أما سمعت هذا الحديث:عن عائشة ام المؤمنينرضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:قال رسول الله صلي الله علية وسلم :
(ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة: العاق لوالدية والمرأة المترجلة والديوث ,وثلاثة لايدخلون الجنة : العاق لوالدية ومدمن الخمر والمنان بما اعطي) رواة النسائي واحمد والحاكم
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ثم الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأت قوله تعالى:
((واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى:
((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ )) لقمان
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:روي اهل السنن الا الترمزي بسند صحيح عن عبد الله بن مر بن العاص رضي الله عنة قال :
(جاء رجل الي رسول الله صلي الله علية وسلم فقال : جئت أبايعك علي الهجرة وتركت ابوي يبكيان فقال رسول الله صلي الله علية وسلم : ارجع اليهما فأضحكهما كما أبكيتهما )أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا ...
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:
(( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) لقمان 14-15
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..
كما في هذا الحديث:عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ،
قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال:
(نعم، صلي أمك) متفق عليه.
ولكن للأسف ...يمر علينا كل فترة قصص تنافي كل ماسبق ..
تكاد عقولنا لا تصدق..وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..
إنها قصص واقعية للأسف..
ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق:
دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما).
ألهذه الدرجة..من هؤلاء أهم من البشر؟؟..
نعم للأسف ...المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
اسمع هذا الحديث:عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وقصة مؤلمة أخرى..
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:
"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""إقرأ هذه القصة:
ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي،
فقال:لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.
وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..
انظر هذه القصة:
هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه ) رواه مسلم .size]]