بسم الله الرحمن الرحيم
********(((لاتستنزف مشاعرك....وكن متوازنا)))*******
المشاعر والأحاسيس نعمة من نعم الله ،تجعلنا نحس بطعم الحياة بما تحويه من مواقف وظروف
تمر علينا
قد تكون مفرحة أو محزنة...فالإنسان كائن متفاعل مع ما حوله..
فعند الفرح تظهرأحاسيس السعادة
والإنشراح وقد يكون بالبكاء أو الضحك من شدة الفرح ،،
وكذلك عند الحزن تظهر المشاعر بضيق في النفس،قلق، وتوتر..وهذا أمر طبيعي،ويظل الأمر طبيعيا
كلنا يمر به بين
الحين والآخر..وكلنا يحتاجه حتى تستمر مسيرة الحياة..
لكن المشكلة إذا بدأنا في استخدام مشاعرنا واستهلاكها بطريقة مفرطة..والذي أقصده تحديدا هنا المشاعر التي ترافق المواقف السيئة..
فهناك من يستنزف مشاعره بشكل كبير على ما لايستحق ،فإذا مر عليه موقف كسوء فهم مع أحدهم
بدأت مشاعر الضيق والقلق تأكل كيانة..وتستهلك منه معظم وقته، وإذا سمع كلمة سوء سواء في
البيت أو خارجه بدأ الحزن ينهش روحه وكأن كارثة عظيمة وقعت على رأسه،و إذا عامله أحدهم
بطريقة فيها جفاء تضايق بشدة وإذا رسب في اختبار أو فشل في مشروع....أصبحت الدنيا أمامه
سوداء.. !!!
وكل المواقف التي مر بها لاتستحق كل هذا الكم الهائل من المشاعر..لأنها مواقف برأيي عادية صحيح
أنها سيئة وتحدث في النفس ضيقا لكنها ليست عظيمة حتى تصل إلى أن أجهد نفسي بهذا الشكل
وأرهقها..
و فعلا أتساءل...
ماذا ترك هذا الشخص لنفسه من مشاعر متوازنة إذا قوبل في يوم من الأيام بفقد
حبيب كأم أو أب ..كأخ أو زوج أو صديق مقرب..؟؟ كيف ستكون ردة فعله..؟؟
كيف ستكون حالته النفسية إذا فوجئ بإصابة حبيب بمرض عضال؟ أو حادث مؤلم؟..أو إذا وقع عليه
بلاء عظيم أيا كان شكله..والحياة لاتخلو من الإبتلاءات...
كيف سيكون حاله...وهو قد أمضى حياته السابقة باستنزاف مفرط لمشاعره وذلك عندما تقابله
المواقف البسيطة!!
القصد عش حياتك بحلوها ومرها بتوازن
..لا إفراط ولاتفريط...لا أقول كن بليدا لايحس بمايجري حوله..لا
فقط توازن في استهلاك مشاعرك.فلا تجعل استيائك وحزنك على الموقف يأخذ كل
همك وتفكيرك فيعطلك عن مواصلة دربك..ولا تضخم المشكلات البسيطة فتجعلها
بحجم الكوارث المجلجلة...لأنك لاتدري قد يأتيك ابتلاء عظيم فتتعامل معه
بطريقة غير التي أمر الله بها من صبر ورضا وثبات..وقد تكون ردة فعلك سيئة
عليك وعلى من حولك..فتجر عليك الأمراض سواء النفسية أو العضوية..وربما تخسر
الكثير..
وحتى المواقف المفرحة تحتاج إلى توازن...فالنبي عليه الصلاة والسلام قال" لاتكثروا الضحك فإن
كثرة الضحك تميت القلب" رواه ابن ماجه..ورب فرح انقلب إلى حزن..فلقد سمعت
في ما مضى أن هناك من مات من شدة الفرح..فرجل قد طال حرمانه من الذرية
ولسنوات طوال وعندما من الله عليه بها..لم يتحمل الفرحة الشديدة فتوقف قلبه
ومات..
ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة وقدوة..
فكان استقباله للمواقف وسطا بلا إفراط ولاتفريط..وكله تحت مظلة العبودية لله تعالى..والإنقياد له..
فإذا أصابه هم وحزن دعا ربه"اللهم لاسهل إلاماجعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا" رواه ابن السني.. وغيرها من أدعية الكرب والحزن التي تدفع عنه الأثار السيئة للحزن من الضيق والتوتر والقلق..
..وحزن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن إلا في أمر يخص الدين أما الدنيا فهي متاع زائل لا يستحق بأن يفني المرء نفسه حزنا عليها..
حتى عند وفاة ابنه"إبراهيم" وهي فاجعة مؤلمة لكل أب مشفق كانت ردة فعل
النبي عليه الصلاة والسلام طبيعية متوازنة دموع تترقرق مع رضا في القلب
بقضاء الله وقدره لاعويل ولانياح ولاتسخط ولاتضجر ولااكتئاب..
كلمة أخيرة..
تعامل
مع المواقف برضا تام ولاتعطيها حجما أكبر مما تستحق..ودرب نفسك على الثبات
ورباطة الجأش حتى لاتفاجأ في يوم بمصيبة فتكون ردة فعلك مخزية أمام الله
تعالى..
فالله
قد مدح الصابرين بقوله"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون *أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"
البقرة156-157..
وقال عليه الصلاة والسلام" إنما الصبر عند الصدمة الأولى"رواه البخاري..
أي أن الله ينظر إلى أول ردة فعل لك بعد صدمة وقوع المصيبة ماذا قلت؟ هل احتسبت الأجر فورا عند الله أم أنك تسخطت وتضجرت؟...
اسأل الله أن يمن علينا بالرضا والصبر والثبات وأن يستعملنا في طاعته..اللهم أمين..
مما راق لي فنقلته لكم