[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يكتبها - محمد الحيدر
قرأت
تصريحات لبعض أعضاء مجلس الشورى حول أزمة المواطنين مع الخطوط الجوية
العربية السعودية « الناقل الوطني « حيث وصف الأعضاء «الخطوط السعودية»
بالرجل المريض، مطالبين بناقل وطني جديد، واستدعاء مدير عام «السعودية»
لمناقشته.
وبدا واضحاً أن الارتباك الذي لحق برحلات «السعودية» خلال الفترة
الماضية وشمل عدة مطارات في المملكة ألقى بظلاله على مجلس الشورى، وشدد
أحدهم على ضرورة إعادة هيكلتها، فيما حذر آخر من تأثير «السعودية» على
السياحة الداخلية، قائلاً إنها تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم،
منتقداً تطبيق نظام الحجز الجديد مع بدء الإجازة، ومطالباً بأهمية دخول
ناقل وطني جديد في المملكة بل وصف ثالث تعامل موظفي الخطوط مع المواطنين
بأنه الأسوأ «على مستوى طيران العالم أجمع» .
عجباً.. أن نرى الناقل الوطني لبلد في قامة قارة مترامية الأطراف
وتتوفر به طرق برية بمواصفات عالمية بمثل هذا الوصف.. بل من المفارقات
العجيبة التي أراها أن يعتري خدمات (السعودية) الوهن حيث يبلغ عدد موظفيها
15 ألفاً، ويتقاضون رواتب تصل ( 6 مليارات ريال) أي ما يوازي ميزانية دولة
أفريقية إضافة إلى مبلغ 5.5 مليارات ريال مصروفات تضمنها تقرير الخطوط
الجوية السعودية تحت بند «مصروفات أخرى».
وبما أن فصل الصيف على الأبواب فإن التنمية والاقتصاد الوطني سيتعرضان
لضربة عنيفة على خلفية تأثر السياحة الداخلية بشكل مباشر وجوهري بمستوى عمل
وخدمات الخطوط السعودية ناهيك عن الظروف المناخية التي تمر بها البلاد
والتي أجلت الكثير من الرحلات .. مما يضع القائمين على هذا الناقل أمام تحد
كبير لإثبات عكس ذلك.
سمعت
همساً يدور في المجالس والمنتديات للمطالبة بضرورة فتح المجال أمام
شركات طيران أجنبية أو خليجية لتسيير رحلات داخلية بين مدن المملكة تزامناً
مع حملة الانتقادات الواسعة نتيجة تعليق كثير من الرحلات وإلغائها وتردي
مستوى خدماتها.. من أجل خلق فرص تنافسية تهدف إلى رفع مستوى الخدمة ومنح
الخيارات أمام المسافرين لاختيار الناقل الأفضل .. الكرة في ملعب المسؤولين
لإيجاد مخرج لتطوير الخدمات التي تآكلت وبدأت تفقد بريقها الذي عرفت به
حتى وقت قريب.
رأيت
تكدس المواطنين ببعض مطارات المملكة بسبب إلغاء الرحلات لظروف ما أو
لتأخرها لساعات طويلة.. هنا يشتد الزحام اللا مبرر بمعنى لماذا لا تتوفر
وحدات سكنية أو فنادق ملاصقة للمطار بحيث يستطيع المسافر قضاء وقت الانتظار
الذي ربما يمتد ليوم كامل .. أتمنى أن يتحقق هذا الحلم ..